فوز ترامب- انتصار للإرادة الشعبية وتلبية للاحتياجات الأمريكية.

المؤلف: مها الشهري08.10.2025
فوز ترامب- انتصار للإرادة الشعبية وتلبية للاحتياجات الأمريكية.

دونالد ترامب، الشخصية التي نبذتها وسائل الإعلام السائدة، تمكن من تحقيق فوز مفاجئ في الانتخابات الرئاسية، وذلك عقب انغماس الإعلام الأمريكي في حملة تضليل ممنهجة، حيث أظهر تحيزًا سافرًا لصالح هيلاري كلينتون والحزب الديمقراطي، سواء في التغطية الإخبارية أو في استطلاعات الرأي. هذا التحيز الإعلامي الصارخ أفقد وسائل الإعلام مصداقيتها ومنعها من التأثير في الرأي العام. لقد كشف هذا الحدث التاريخي عن رفض الشعب الأمريكي للتلاعب الإعلامي الذي تمارسه العديد من الدول عبر أجهزتها الإعلامية، مما يجعل الأموال الطائلة التي تُنفَق على دعم إعلام كاذب ومضلل مجرد تبديد للموارد. تصريحات ترامب الصادمة ووعوده الجريئة خلال حملته الانتخابية عكست رؤية واضحة لأهدافه، بغض النظر عن جوانبها الإيجابية أو السلبية، أو المستفيدين منها. تركيزه الأساسي انصب على القضايا الداخلية الملحة، مثل تعزيز الأمن والاستقرار وتحسين مستوى المعيشة للمواطنين الأمريكيين. فوز شخص لم يسبق له العمل السياسي، مثل ترامب، بمنصب الرئاسة يظهر قوة الإرادة الشعبية التي تتطلع إلى تلبية احتياجاتها الأساسية وتطلعاتها. على سبيل المثال، وعد ترامب بتحسين الأوضاع الاقتصادية وإحياء الصناعات في الولايات التي شهدت ارتفاعًا في معدلات البطالة نتيجة لنقل الشركات عملياتها إلى الخارج. كما تعهد بفرض ضرائب على الشركات التي تنقل أعمالها بحثًا عن العمالة الرخيصة، مؤكدًا سعيه لتحقيق الاكتفاء المعيشي والاقتصادي لجمهوره. في المقابل، لم تتمكن هيلاري كلينتون من تقديم رؤية مماثلة. على الرغم من أن خطاب ترامب اتسم بالعنصرية والتحيز، بهدف أساسي هو حماية مصالح الشعب الأمريكي، إلا أنه في جوهره يلبي الحاجة الملحة إلى الأمن المجتمعي، في ظل عالم يشهد تصاعدًا في مستويات العنف والإرهاب. التصويت لصالح ترامب ظل خفيًا حتى لحظة إعلان النتائج النهائية، مما أحدث صدمة كبيرة. يعزى ذلك إلى وجود نزعة عنصرية متأصلة لدى شريحة من البيض في أمريكا، والذين يرفضون فكرة حكم من يدعم قضايا الأقليات والمهاجرين، وهي الفئة التي استقطبها أوباما في السابق. في أي دولة تؤمن بالحرية والديمقراطية وتتبنى إرادة الشعب، لا يمكن لوسائل الإعلام أن تكون فعالة ومؤثرة إلا إذا عبرت عن قضايا الناس وهمومهم وانعكست على مشاعرهم. يجب استخلاص الدروس والعبر القيمة من هذه التجربة، فبعد فوز ترامب، الذي بنى شعبيته على الصراحة الصادمة والمكاشفة، لم يعد هناك مجال لنظريات المؤامرة. يجب على المتضررين العمل بجد لتجنب الوقوع في المشكلات التي دفعت أمريكا إلى إعطاء الأولوية لمصالحها الخاصة، إلى درجة أظهرتها وكأنها "عنصرية".

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة